موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٨ - الصفحة ٢٥٣
الجنة.
ولقد عرفتم أنا ما خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) مخرجا قط إلا رجعنا وأنا أحبكم إليه، وأوثقكم في نفسه، وأشدكم نكاية للعدو، وأثرا في العدو. ولقد رأيتم بعثته إياي ببراءة. ولقد آخى بين المسلمين، فما اختار لنفسه أحدا غيري. ولقد قال لي: أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة. ولقد أخرج الناس من المسجد وتركني. ولقد قال لي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1).
3691 - الإمام علي (عليه السلام): إنما مثلي بينكم كمثل السراج في الظلمة؛ يستضيء به من ولجها، فاسمعوا أيها الناس وعوا، وأحضروا آذان قلوبكم تفهموا (2).
3692 - عنه (عليه السلام): إنما هي نفسي أروضها (3) بالتقوى؛ لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق... وأيم الله - يمينا أستثني فيها بمشيئة الله - لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها، مستفرغة دموعها.
أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض، ويأكل علي من زاده فيهجع؟! قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة، والسائمة المرعية (4).
3693 - عنه (عليه السلام): إن الله تبارك اسمه امتحن بي عباده، وقتل بيدي أضداده، وأفنى

(١) المناقب لابن المغازلي: ١١١ / ١٥٤؛ كشف الغمة: ١ / ٨٠، بحار الأنوار: ٣٨ / ٣٣٠ / ٢ نقلا عن كتاب الأربعين عن يحيى بن العلاء الرازي عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) عن ابن عباس.
(٢) نهج البلاغة: الخطبة ١٨٧، غرر الحكم: ٣٨٨٣ وفيه صدره.
(٣) راض الدابة يروضها: وطأها وذللها (لسان العرب: ٧ / 164).
(4) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست