فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) بعد اللتيا والتي (1)، وبعد أن مني ببهم (2) الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان، أو فغرت (3) فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها (4)، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها (5) بأخمصه (6)، ويخمد لهبها بسيفه، مكدودا في ذات الله، مجتهدا في أمر الله، قريبا من رسول الله، سيدا في أولياء الله، مشمرا، ناصحا، مجدا، كادحا، لا تأخذه في الله لومة لائم (7).
3703 - عنها (عليها السلام) - خطابا لقوم وقفوا خلف باب بيتها لأخذ البيعة من الإمام علي (عليه السلام) -: لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم؛ تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم فيما بينكم، ولم تؤمرونا، ولم تروا لنا حقا، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم! والله لقد عقد له يومئذ الولاء؛ ليقطع منكم بذلك منها الرجاء، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة (8).