عما يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم، نحو الكلام والفعل الكثير والحدث.
فقال: إنه جائز، قد قال أبو بكر في تشهده ما قال..) (1).
فبناءا على ذلك نستبعد من شخص كريم، كرسول الله صلى الله عليه وآله أن يترك من نصره وآواه على وجه العموم، وأهل بيته بالخصوص، وأقرب الناس إليه بالأخص غرضا لكل تلك الدواهي العظيمة.. فهيهات ثم هيهات.
رابعا: أكان حرص أبي بكر على الاسلام أشد من حرص رسول الله صلى عليه وآله (أحضر أبو بكر عثمان - وهو يجود بنفسه فأمره أن يكتب عهدا، وقال: - أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد عبد الله بن عثمان (وهو اسم أبي بكر واسم أبيه) إلى المسلمين، أما بعد. ثم أغمي عليه..
وكتب عثمان قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب.
وأفاق أبو بكر، فقال: اقرأ.
فقرأه، فكبر أبو بكر، وسر.
وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي!
قال: نعم.
قال: جزاك الله خيرا عن الاسلام وأهله.
ثم أتم العهد.
وأمر أن يقرأ على الناس فقرئ عليهم.) (2).
فإذا خاف أن يختلف الناس إن مات في غشيته، فكيف لا يخاف رسول الله .