شدة جبذته، فقال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، وأمر له بعطاء (1).
وروى الطبراني بسند حسن عن صفية رضي الله تعالى عنها قالت: ما رأيت أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
وروى الإمامان والشافعي وأحمد والبخاري والأربعة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (أن أعرابيا دخل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فصلى ركعتين فقال: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد تحجرت واسعا)، ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع الناس إليه، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (تزرموه)، فقضى حاجته، حتى فرغ من بوله وقال: (إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين، علموا، ويسروا، ولا تعسروا، صبوا عليه سجلا من ماء) زاد ابن ماجة: فقال الأعرابي بعد أن فقه: فقام إلي بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم، فلم يؤنب فقال: إن هذا المسجد لا يبال فيه، إنما بني لذكر الله تعالى وللصلاة (3).
وروى الشيخان عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تزرموه، إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين)، فتركوه، حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال: (إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول، والقذر، إنما هي لذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، ثم أمر رجلا فجاءه بدلو من ماء فشنه عليه (4)).
وروى الإمام أحمد والشيخان عنه قال: جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت، فادع الله تعالى عليهم، فاستقبل القبلة، فرفع يده فقال الناس: هلكوا اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهد دوسا، وأت بهم جميعا، ثلاثا (5)).