الباب العاشر في سراويله صلى الله عليه وسلم روى الإمام أحمد والأربعة وصححه، والترمذي وابن حبان عن سويد بن قيس رضي الله تعالى عنه قال: جلبت أنا ومخرمة العبداني البز من هجر، فأتينا مكة، فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمني، فساومنا سراويل، فبعناه منه بوزن ثمنه، قال للذي يزن: (زن وأرجح) (1).
وروى النسائي والحاكم وأبو الحسن بن الضحاك عن أبي صفوان مالك بن عميرة الأسدي رضي الله تعالى عنه أنه باع من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر أو يرحل سراويل، فلما وزن له أرجح له.
وروى أبو يعلى بسند ضعيف وتابع ابن الجوزي رحمه الله تعالى فأورده في الموضوعات ونازعه في ذلك الشيخ، واقتصر الحافظ في الفتح، وغير واحد على تضعيفه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى سراويل بأربعة دراهم، فقلت: يا رسول الله إنك لتلبس السراويل، فقال: (نعم في السفر والحضر، وبالليل والنهار، فإني أمرت بالستر، فلم أجد شيئا أستر منه).
تنبيهان الأول: قال ابن القيم في حديث شرائه السراويل: والظاهر أنه اشتراه ليلبسه. قال الحافظ رحمه الله تعالى: ويحتمل أنه اشتراه لغيره، وفيه بعد انتهى.
ويؤيد كلام ابن القيم أن البيهقي في الشعب وابن الجوزي في الوفاء وغيرهما من العلماء رحمهم الله تعالى أوردوا الحديث في باب ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
البز: بموحدة مفتوحة، فزاي مشددة: الثياب، أو متاع البيت من الثياب ونحوها وبائعه البزار، وحرفته البزارة.
هجر: بهاء، فجيم، فراء مفتوحة: بلدة باليمن بينه وبين عفر يوم وليلة مذكر مصروف، وقد يؤنث ويمنع، والنسبة إليه هجري والله تعالى أعلم.