الباب الثالث فيمن حمله صلى الله عليه وسلم وهم نحو الخمسين أفرد أسماءهم الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الحافظ الكبير ابن عبد الله بن مندة رحمهم الله تعالى في جزء لطيف وبلغ بهم أني زدت إليهم جماعة مزجت أسماءهم بصورة وروى الإمام أحمد والبخاري وأبو يعلى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر، وغزا أردف كل يوم رجلا من أصحابه.
الأول: جبريل.
الثاني: أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
وروى الإمام أحمد والبخاري عن محمد بن يحيى بن عمر وابن أبي شيبة عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهو مردف أبا بكر فذكر حديث الهجرة وتقدم.
الثالث: أبو ذر رضي الله تعالى عنه.
وروى أبو داود عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار، والشمس عند غروبها فقال: (هل تدري أين تذهب) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تغرب في عين حمئة).
الرابع: عثمان. روى ابن مندة عن خالد الزياد عمن أخبره أن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالروحاء عند مقدمه من بدر فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من غرز الركاب، وقال لعثمان: (اركب فردفه)، فنفخ عثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسكت)، قال يوسف البهلول أحد رواته أي اسكت، فإن الله تعالى زوجك أختها.
الخامس: علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
روى عن عرفة بن الحارث رضي الله تعالى عنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وأتي بالبدن فقال: (ادعوا لي أبا الحسن)، فدعى علي رضي الله تعالى عنه فقال: خذ بأسفل الحربة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلاها، فطعن بها البدن، فلما فرغ ركب البغلة، وأردف عليا رضي الله تعالى عنه.
وروى عن عمرو بن رافع المزني قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بعد الظهر على بغلة، ورديفه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.