قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بيده، ولا ضرب مولى له، إلا أن يجاهد في سبيل الله تعالى، وما نيل منه شئ فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شئ من محارم الله، فينتقم لله تعالى (1)).
وروى يعقوب بن سفيان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفاحشا ولا صخابا في الأسواق (2)).
وروى الإمام أحمد والشيخان عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفاحشا وكان يقول: (إن خياركم أحسنكم أخلاقا (3)).
وروى البخاري عنه أيضا قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم موصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن، فذكر الحديث، وفيه: ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح).
وروى الإمام أحمد والشيخان والخرائطي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وفي لفظ: إحدى عشرة سنة، وأنا ابن ثمان سنين، في السفر والحضر، والله ما قال لي: أف قط، ولا لشئ صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشئ لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا؟ ولا لشئ صنعته: أسأت صنعته، أو لبئس ما صنعت، ولا عاب علي شيئا قط، ولا أمرني بأمر فتوانيت عنه، أو ضيعته فلامني، ولا لامني أحد من أهله إلا قال دعوه فلو قدر أو قال قضي أن يكون كان، وأرسلني في حاجة يوما فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت على صبيان وهم يلعبون في السوق، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه، وهو يضحك، فقال: (يا أنس، اذهب حيث أمرتك) فقلت له: أنا أذهب يا رسول الله (4).
وروى البخاري عنه أيضا قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا لماما ولا فاحشا، وكان يقول لأحدنا عند المعاتبة: (ماله ترب جبينه (5)).
وروى الإمام أحمد والبخاري عنه أيضا قال: كانت الأمة - زاد البخاري والعبد - لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت، ويجيب إذا دعي (6).