على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال [على الاستسلام] فعدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى أخذت السيوف مأخذها من هام القوم وجعلوا يهربون إلى غير وزر ويلوذون بالآكام والحفر لواذا كما يلوذ الحمام (1) من عقاب أو صقر، فوالله ما كان إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم [أجسامهم بالعراء] مجردة وثيابهم بالدماء مرملة (2) وخدودهم في التراب (3) معفرة، تصهرهم الشمس وتسفى عليهم الريح وزوارهم (4) العقبان، والرخم بقي في سبسب من الأرض (5).
(٨٣٢)