ثم إنه أدخل نساء الحسين والرأس بين يديه فجعلت (1) فاطمة وسكينة تتطاولان (2) لتنظرا (3) إلى الرأس (4) وجعل يزيد يستره عنهما، فلما رأينه صرخن وأعلن بالبكاء فبكت لبكائهن نساء يزيد وبنات معاوية فولولن وأعلن (5)، فقالت فاطمة وكانت أكبر من سكينة (رضى الله عنهما): أبنات رسول الله سبايا يا يزيد يسرك هذا، فقال: والله ما سرني وأني لهذا لكاره وما أنا عليكن أعظم مما أخذ منكن، قال: أدخلوهن إلى الحريم، فلما دخلن على حرمه فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهن وأظهرن التوجع والحزن على ما أصابهن وعلى ما نزل بهن وأضعفن لهن جمع ما أخذ منهن من الحلي والثياب بزيادة (6) فكانت سكينة تقول: ما رأيت كافرا بالله خيرا من يزيد (7).
(٨٣٦)