الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢

عليه أن لا يتوجه نحو العراق ولا يأتيه ولا يقربه فليس له فيه مصلحة وأن يقيم بمكة (1).
هذا كله والقضاء غالب على أمره، فلم يكترث بما قيل له، ولم يلتفت إلى ما كتب إليه (ليقضى الله أمرا كان مفعولا). (2) فخرج من مكة يوم الثلاثاء وهو يوم

(١) انظر مقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٢١٧ لتجد كتاب عبد الله بن جعفر الطيار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وكذلك تجد فيه جواب الإمام الحسين (عليه السلام) له، وانظر تاريخ الطبري: ٤ / ٢٩١، الإرشاد للشيخ المفيد:
٢ / ٦٨، البحار: ٤٤ / ٣٦٦، مقتل الحسين لأبي مخنف: ٦٩، الفتوح لابن أعثم: ٣ / ٧٤. وقد ذكرت هذه المصادر وغيرها أيضا كتاب عمرو بن سعيد بن العاص إلى الإمام الحسين (عليه السلام).
أما كتاب عبد الله بن جعفر (رحمه الله) الذي ألحقه بابنيه عون ومحمد فهو:
أما بعد، فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فإنك علم المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالمسير فإني في أثر كتابي، والسلام.
أما كتاب عمرو بن سعيد بن العاص إلى الإمام الحسين (عليه السلام) فهو:
أما بعد، فقد بلغني أنك قد عزمت على الخروج إلى العراق وقد علمت ما نزل بابن عمك مسلم بن عقيل رحمة الله وشيعته، وأنا أعيذك بالله من الشيطان فإني خائف عليك منه الهلاك، وقد بعثت إليك بابني عبد الله بن جعفر - ويحيى بن سعيد - فاقبل إلي معه فلك عندنا الأمان والصلة والبر والإحسان وحسن الجوار، والله لك بذلك علي شهيد ووكيل ومراع وكفيل، والسلام.
أما جواب الإمام الحسين (عليه السلام)، أما بعد، فإنه لم يشاق [لن يشاقق] الله ورسوله من دعا إلى الله عزوجل وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، وقد دعوت إلى الأمان والبر والصلة فخير الأمان أمان الله ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة، فإن كنت نويت بالكتاب صلتي وبري فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة، والسلام.
وانظر الكامل في التاريخ: ٢ / ٥٤٨، بحار الأنوار: ٤٤ / ٣٦٦ عوالم العلوم: ١٧ / ٢١٦، وقعة الطف لأبي مخنف: ١٥٥، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام)): ٢٠٣ البداية والنهاية لابن كثير: ٨ / ١٧٦.
(٢) الأنفال: ٤٢ و 44.

(٨٠٢)