عباس كذا في اخبار متعددة متغايرة فيحتمل ان يكون ذلك عنده عن أبي مالك عن ابن عباس ويحتمل الانقطاع ولو كان ذلك في خبر واحد لكان أقرب إلى الاتصال، والسدي هذا هو الكبير إسماعيل بن عبد الرحمن يروى عن انس وعبد خير روى عنه الثوري وشعبة وزائدة، وكان يجلس بالمدينة في مكان يقال له السد فنسب إليه، احتج به مسلم ووثقه بعضهم وتكلم فيه آخرون. والسدي الصغير هو محمد بن مروان المذكور في الاسناد إليه مضعف عندهم. وقال آخرون انه عليه السلام صلى أول ما صلى إلى الكعبة ثم إنه صرف إلى بيت المقدس.
قال أبو عمر: ذكر سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم أول ما صلى إلى الكعبة ثم إنه صرف إلى بيت المقدس فصلت الأنصار نحو بيت المقدس قبل قدومه عليه السلام بثلاث وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه ستة عشر شهرا ثم وجهه الله تعالى إلى الكعبة. وقال ابن شهاب وزعم ناس والله أعلم انه كان يسجد نحو بيت المقدس ويجعل وراء ظهره الكعبة وهو بمكة ويزعم ناس انه لم يزل يستقبل الكعبة حتى خرج منها فلما قدم المدينة استقبل بيت المقدس. قال أبو عمر وأحسن من ذلك قول من قال إنه عليه السلام كان يصلى بمكة مستقبل القبلتين يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس. وقد روينا ذلك من طريق مجاهد عن ابن عباس. قرأت على الإمام الزاهد أبى اسحق إبراهيم ابن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي بسفح قاسيون أخبركم الشيخ أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب البغدادي وأبو الفضل عبد السلام بن عبد الله ابن أحمد بن بكران بن الزاهري سماعا عليهما الأول بالشام والثاني بالعراق لاقا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن زهير بن البسري بن الزاغوني زاد ابن ملاعب وأبو منصور انوشتكين بن عبد الله الرضواني قال انا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وقال ابن الزاغوني انا الشريف أبو نصر محمد بن محمد الزينبي