عرض لها محمد في أصحابه لا أرى ان تدركوها الغوث الغوث قال فشغلني عنه وشغله عنى ما جاء من الامر فتجهز الناس سراعا وقالوا يظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي كلا والله ليعلمن غير ذلك فكانوا بين رجلين اما خارج واما باعث مكانه رجلا وأوعبت قريش فلم يتخلف من اشرافها أحد الا ان أبا لهب ابن عبد المطلب قد تخلف وبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة وكان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه أفلس بها فاستأجره بها على أن يجزى عنه بعثه فخرج عنه وتخلف أبو لهب. قال ابن عقبة وابن عائذ خرجوا في خمسين وتسعمائة مقاتل وساقوا مائة فرس. وروينا عن ابن سعد قال انا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن أبي اسحق عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه قال لما أسرنا القوم في بدر قلنا كم كنتم قال كنا ألفا. قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبى نجيح ان أمية بن خلف كان أجمع القعود وكان شيخا جليلا جسيما ثقيلا فأتاه عقبة بن أبى معيط وهو جالس في المسجد بين ظهراني قومه بمجمر يحملها فيها نار ومجمر حتى وضعها بين يديه ثم قال يا أبا على استجمر فإنما أنت من النساء قال قبحك الله وقبح ما جئت به قال ثم تجهز وخرج مع الناس، قيل وكان سبب تثبطه ما ذكره البخاري في الصحيح من حديثه مع سعيد بن معاذ وأبى جهل بمكة وقول سعد له انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه قاتلك قلت المشهور عند أرباب السير ان النبي صلى الله عليه وسلم انما قال ذلك لأخيه أبى بن خلف بمكة قبل الهجرة وهو الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يوم أحد بحربته وهذا أيضا لا ينافي خبر سعد والله أعلم.
قال ابن إسحاق: ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا السير ذكروا ما بينهم وبين بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب فقالوا انا نخشى ان يأتونا من خلفنا