الا لنبتلى بها وانما كان قبلتك التي تبعث بها إلى الكعبة ثم تلا (وإن كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله) قال من اليقين قال المؤمنون كانت القبلة الأولى طاعة وهذه طاعة فقال الله عز وجل (وما كان الله ليضيع ايمانكم) قال صلاتكم لأنكم كنتم مطيعين في ذلك ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (قد نرى تقلب وجهك في السماء - يقول تنتظر جبريل حتى ينزل عليك - فلنولينك قبلة ترضاها - يقول تحبها - فول وجهك شطر المسجد الحرام - نحو الكعبة - وانه للحق من ربك) أي انك تبعث بالصلاة إلى الكعبة. وانزل الله في اليهود (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك) قال لئن جئتهم بكل آية أنزلها الله في التوراة في شأن القبلة انها إلى الكعبة ما تبعوا قبلتك، قال وانزل الله في أهل الكتاب (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) قال يعرفون ان قبلة النبي الذي يبعث من ولد إسماعيل عليهما السلام قبل الكعبة كذلك هو مكتوب عندهم في التوراة وهم يعرفونه بذلك كما يعرفون أبناءهم وهم يكتمون ذلك وهم يعلمون ان ذلك هو الحق يقول الله تعالى (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) يقول من الشاكين قال ثم انزل في قريش وما قالوا فقال (لئلا يكون للناس عليكم حجة - قال لكيلا يكون لاحد من الناس حجة - الا الذين ظلموا منهم) يعنى قريشا، وذلك قول قريش قد عرف محمد انكم اهدى منه فاستقبل قبلتكم ثم قال (فلا تخشوهم) قال فحين قالوا يوشك ان يرجع إلى دينكم يقول (لا تخشوا ان أردكم في دينهم) قال (ولاتم نعمتي عليكم) أي أظهر دينكم على الأديان كلها. كل هذا عن السدى من كتابه في الناسخ والمنسوخ وهو يروى لنا بالاسناد المذكور وهو يروى عن أبي مالك عن ابن عباس ثم يتخلل سياق خبره فوائد عن بعض رواة الكتاب ثم يقول جامعه عند انقضائها وعوده إلى الأول رجع إلى السدى ثم يقول عنه قال ابن عباس كذا قال ابن
(٣١١)