قالا انا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن ببت العباس المخلص ثنا يحيى ثنا الحسن بن يحيى الأرزي أبو علي بالبصرة ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان يعنى الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة. وروينا عن ابن سعد قال انا هاشم بن القاسم ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي قال ما خالف نبي نبيا قط في قبلة ولا في سنة الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس من حين قدم المدينة ستة عشر شهرا ثم قرأ (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا). وقد ذكرنا فيما سلف حديث البراء بن معرور وتوجهه إلى الكعبة وفيه دليل على أن الصلاة كانت يومئذ إلى بيت المقدس ولما كان صلى الله عليه وسلم يتحرى القبلتين جميعا لم يتبين توجهه إلى بيت المقدس للناس حتى خرج من مكة. قال السهيلي وكرر الباري سبحانه وتعالى الامر بالتوجه إلى البيت الحرام في ثلاث آيات لان المنكرين لتحويل القبلة كانوا ثلاثة أصناف اليهود لانهم لا يقولون بالنسخ في أصل مذهبهم وأهل الريب والنفاق اشتد انكارهم له لأنه كان أول نسخ نزل وكفار قريش لانهم قالوا ندم محمد على فراق ديننا وكانوا يحتجون عليه فيقولون يزعم محمد انه يدعونا إلى ملة إبراهيم وإسماعيل وقد فارق قبلة إبراهيم وإسماعيل وآثر عليها قبلة اليهود فقال الله له حين امره بالصلاة إلى الكعبة (لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم) على الاستثناء المنقطع أي لكن الذين ظلموا منهم لا يرجعون ولا يهتدون وذكر الآيات إلى قوله (ليكتمون الحق وهم يعلمون) أي يكتمون ما علموا من أن الكعبة هي قبلة الأنبياء. وروينا من طريق أبى داود في كتاب الناسخ والمنسوخ له قال حدثنا أحمد بن صالح ثنا عنبسة عن يونس عن ابن شهاب قال كان سليمان بن عبد الملك لا يعظم ايلياء (1) كما يعظمها أهل البيت قال فسرت معه
(٣١٣)