وجهي عن قبلة يهود فقال جبريل انما انا عبد فادع ربك وسله، وجعل إذا صلى إلى بيت المقدس يرفع رأسه إلى السماء فنزلت (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) فوجه إلى الكعبة إلى الميزاب. ويقال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ثم أمر ان يوجه إلى المسجد الحرام فاستدار إليه ودار معه المسلمون ويقال بل زار رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بشر بن البراء بن معرور في بنى سلمة فصنعت له طعاما وحانت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أمر ان يوجه إلى الكعبة فاستقبل الميزاب فسمى المسجد مسجد القبلتين وذلك يوم الاثنين النصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا. وفرض صوم شهر رمضان في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا. قال محمد بن عمر وهذا الثبت عندنا. قال القرطبي الصحيح سبعة عشر شهرا وهو قول مالك وابن المسيب وابن اسحق. وقد روى ثمانية عشر وروى بعد سنتين وروى بعد تسعة أشهر أو عشرة أشهر والصحيح ما ذكرناه أولا، واما الصلاة التي وقع فيها تحويل القبلة ففي خبر الواقدي هذا انها الظهر، وقد ذكرنا في حديث البراء قبل هذا انها العصر. وقد روينا عن ابن سعد قال انا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة قال انا ثابت عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى نحو بيت المقدس فنزل (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) فمر رجل بقوم من بنى سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر فنادى ألا ان القبلة قد حولت إلى الكعبة فمالوا إلى الكعبة. وروينا عن ابن سعد قال انا الفضل بن دكين ثنا قيس بن الربيع ثنا زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال صلينا إحدى صلاتي العشى فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى ان الصلاة قد وجهت نحو الكعبة تحول أو تحرف امامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان، وليس في هذين
(٣٠٨)