واجتاز رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه ذلك بعبد يرعى غنما فكان من شأنه ما رويناه من طريق البيهقي بسنده عن قيس بن النعمان قال لما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مستخفيين مرا بعبد يرعى غنما فاستسقياه اللبن فقال ما عندي شاة تحلب غير أن هاهنا عناقا (1) حملت أول وقد أخدجت (2) وما بقى لها لبن فقال ادع بها فدعا بها فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا حتى أنزلت وقال جاء أبو بكر بمجن فحلب فسقى أبا بكر ثم حلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب فقال الراعي بالله من أنت فوالله ما رأيت مثلك قال أو تراك تكتم على حتى أخبرك قال نعم قال فانى محمد رسول الله فقال أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ قال إنهم ليقولون ذلك قال فأشهد أنك رسول الله وأن ما جئت به حق وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي وأنا متبعك قال إنك لن تستطيع ذلك يومك فإذا بلغك أنى قد ظهرت فائتنا.
(٢٥١)