لك قالت هذا سهل بن حنيف قد عرف أنى امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها فقال احتطى بهذا فكان على يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف. وكان فيمن خرج لينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام. أخبرنا الشيخان أبو الفضل عبد الرحيم ابن يوسف وأبو الهيجاء غازي بن أبي الفضل قالا انا أبو حفص عمرو بن محمد بن طبرزد قال انا أبو القاسم بن الحصين قال انا أبو طالب بن غيلان قال انا أبو بكر الشافعي ثنا معاذ ثنا مسدد ثنا يحيى عن عوف ثنا زرارة قال قال عبد الله ابن سلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فانجفل الناس إليه فكنت فيمن انجفل فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وسلم عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب فأول ما سمعته يقول افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. وأشرقت المدينة بقدومه صلى الله عليه وسلم وسرى السرور إلى القلوب بحلوله بها.
روينا من طريق ابن ماجة حدثنا بشر بن هلال الصواف ثنا جعفر بن سليمان الضبعي ثنا ثابت عن أنس بن مالك قال لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شئ فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شئ وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.
وروى ابن أبي خيثمة عن أنس شهدت يوم دخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فلم أر يوما أحسن منه ولا أضوأ. وروى البخاري من حديث البراء بن عازب قال فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشئ فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث. قال ابن إسحاق وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنى عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة. وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك.