وقد روينا عن أنس من طريق البخاري إقامته فيهم أربع عشرة ليلة. والمشهور عند أصحاب المغازي ما ذكره ابن إسحاق فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بنى سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادى رانونا فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة فأتاه عتبان بن مالك وعباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بنى سالم بن عوف فقالوا يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة قالوا خلوا سبيلها فإنها مأمورة - لناقته - فخلوا سبيلها فانطلقت حتى وازت دار بنى بياضة تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو في رجال من بنى بياضة فقالوا يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة فانطلقت حتى إذا مرت بدار بنى ساعدة اعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو في رجال من بنى ساعدة فقالوا يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا وازت دار بنى الحرث بن الخزرج اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد و عبد الله بن رواحة في رجال من بنى بلحارث بن الخزرج فقالوا يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة قالوا خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها حتى إذا مرت بدار عدى بن النجار وهم أخواله دنيا أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو وإحدى نسائهم اعترضه سليط بن قيس وأبو سليط أسيرة بن أبي خارجة في رجال من بنى عدى بن النجار فقالوا يا رسول الله هلم إلى أخوالك إلى العدد والعدة والمنعة قالوا خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا أتت دار بنى مالك بن النجار بركت على باب مسجده صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بنى مالك بن النجار في حجر معاذ بن عفراء سهل وسهيل ابني عمرو فلما بركت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به
(٢٥٥)