وبه قال أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال حدثت عن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما انها قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبى بكر رضي الله عنه فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا بنت أبى بكر قالت قلت والله لا أدرى أين أبى قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة خرم منها قرطي قالت ثم انصرفوا فمضى ثلاث ليال ما ندري أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغنى بأبيات غنى بها العرب وان الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج بأعلى مكة:
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلا بالهدى واغتدوا به * فأفلح من امسى رفيق محمد ليهن بنى كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد قالت فلما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث.
وقد روينا حديث أسماء هذا متصلا من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء أخبرناه عبد الله بن أحمد بن فارس قراءة عليه وانا اسمع بالقاهرة وأبو الفتح يوسف ابن يعقوب الشيباني بقراءتي عليه بسفح قاسيون قالا انا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال انا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال انا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح قال انا أبو الحسين محمد بن أحمد ثنا عمر بن الحسن بن علي ابن مالك الشيباني قال انا يحيى بن إسماعيل ثنا جعفر بن علي ثنا سيف عن هشام ابن عروة عن أبيه عن أسماء ابنة أبى بكر رضي الله عنهما قالت ارتحل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فلبثنا أياما ثلاثة أو أربعة أو خمس ليال لا ندري أين توجه ولا يأتينا