غيرتك فوليت مدبرا فبكى عمر وقال ومنك أغار؟ في حديث هذا معناه فكيف يصدق أمثال هذا ويكذب أمثال ذاك لولا الميل نعوذ بالله من شرور أنفسنا وغلبه الأهواء علينا.
وليكن هذا القول في كل ما نورده من الأحاديث التي يرويها أصحابنا كافيا وفضل فاطمة عليها السلام مشهور ومحلها من الشرف من أظهر الأمور كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعظم شأنها ويرفع مكانها وكان يكنيها بأم أبيها ويحلها من محبته محلا لا يقاربها فيه أحد ولا يوازيها.
سأله علي عليه السلام يوما فقال يا رسول الله أنا أحب إليك أم فاطمة؟
فقال أنت عندي أعز منها وهي أحب منك.
وقد تقدم في المجلد الأول أنه عليه السلام حين سأله على وجعفر وزيد من أحب الناس إليك؟ قال فاطمة.
وقد روى المخالف والمؤالف انها كانت عليها السلام إذا جاءت إلى أبيها صلى الله عليه وآله وسلم قام لها وقبلها وأجلسها مكانه وأنها تفعل كذلك إذا جاء صلى الله عليه وآله وسلم إليها والأول العجب ولولا أن فيها سرا إلهيا ومعنى لاهوتيا لكان لها أسوة بأولاده عليه السلام أو لقاربوا منزلتها ولكن الله يصطفى من يشاء.
ومن كتاب أبي إسحاق الثعلبي عن جميع بن عمير عن عمته قالت سألت عائشة رضي الله عنها من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت فاطمة عليها السلام قلت إنما أسألك عن الرجال؟ قالت زوجها وما يمنعه فوالله ان كان ما علمت صواما قواما جديرا أن يقول بما يحب الله ويرضى.
وعن جابر قال ما رأيت فاطمة عليها السلام تمشى إلا ذكرت مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تميل على جانبها الأيمن مرة وعلى جانبها الأيسر مرة.