عادتي في كل ما أورده وطريقي كلما أتيته وأنت أيدك الله متى نظرت في ذلك نظر من يريد تحقيق الحق ظهر لك صحة ما أوردته وحقيقة ما أردته.
وبيان هذا انه لا يقتضى عقل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويقول بالبعث والنشور ويصدق بالجنة والنار أن يسعى لنفسه في البعد من الله ورسوله وجنته والقرب من عذاب الله وسخطه وناره نعوذ بالله من ذلك فمن المحال ان الشيعي يعلم أن حديثا ورد في حق أحد من الصحابة فيقول ببطلانه ويميل إلى تكذيبه أو يحرفه عما ورد لأجله مكابرة للحق ودفعا له بالراح واقداما على الله ورسوله وكذبا على الله ورسوله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كذب على معتمدا فليتبوء مقعده من النار وقال من كذب على كلف أن يعقد شعيرتين من نار وليس بعاقد فعلى هذا لا يكون الرجل مسلما وهو يكذب على الله ورسوله وكيف يفعل الشيعي مثل هذا أو يقدم عليه وفيه من الخطر وسوء العاقبة ما ذكرت لك.
والذي يجب أن يقال أن الشيعة روت أحاديث نقلها رجالهم المعروفون عندهم بالأمانة والعدالة فنقلوها عنهم ولم يعرفوا رجال الجمهور لينقلوا عنهم وكذا حال أولئك فيما رووه عن رجالهم فأخبار هؤلاء لا تكون حجة على أولئك وبالعكس ثم إن طوائف الجمهور ينقل بعضهم ما لا ينقله الباقون ويحرم بعضهم ما أحله الآخرون ولا يتسرعون فيما بينهم فيقولون كذب فلان وقد خالفه بل ربما اعتذر عنه وسماه مجتهدا وقال إلى هذا أدى اجتهاده واختلاف الأمة رحمة في أمثال ذلك ومتى سمعوا حديثا رواه الشيعة أقدموا على رده وكذبوا ناقله وراويه مسترسلين إلى ذلك وإنما روى بالطريق التي بها رووا فهلا عاملوه معاملتهم لأصحابهم الذين خالفوهم.
ونضرب مثلا يحصل به التأنيس بهذه المقدمة ويقوم به عذر الشيعة