ولا تهتدي القلوب إلى معرفته وما ذاك إلا لأمر علمه الله من أهل هذا البيت الكريم وسر أوجب لهم مزية التقديم فخصهم بباهر معجزاته وأظهر عليهم آثار علائمه وسماته وأيدهم ببراهينه الصادعة ودلالاته والله أعلم حيث يجعل رسالاته الحديث ذو شجون.
وروى أحمد في مسنده يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وفاطمة سيدة نسائهم صلى الله عليهم إلا ما كان لمريم ابنة عمران فأما آية الطهارة:
فقد أوردها أحمد بن حنبل رحمة الله عليه في مسنده عن أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما بطرق كثيرة لفاطمة عليها السلام ولولديها عليهما السلام فيها من الحظ ما لعلى عليه السلام وقد أوردتها في أخباره صلى الله عليه وآله وسلم فلم أعدها هنا وروى ابن خالويه في كتاب الآل قال حدثني أبو عبد الله الحنبلي قال حدثنا محمد بن أحمد بن قضاعة قال حدثنا أبو معاذ عبدان بن محمد قال حدثني مولاي أبو محمد الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد ابن علي عن أبيه علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر ابن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين ابن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما خلق الله آدم وحواء تبخترا في الجنة فقال آدم لحواء ما خلق الله خلقا هو أحسن منا فأوحى الله إلى جبرئيل إئت بعبدي الفردوس الأعلى فلما دخلا الفردوس نظر إلى جارية على درنوك من درانيك الجنة وعلى رأسها تاج من نور وفي أذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من نور وجهها فقال آدم حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها فقال هذه فاطمة بنت محمد نبي من ولدك يكون في آخر