في مناقبه أو مناقب أبيه صلى الله عليهما وقال عليه السلام ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد وقال اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك واعلم أن مروة القناعة والرضا أكثر من مروة الإعطاء وتمام الصنيعة خير من ابتدائها وسئل عن العقوق فقال أن تحرمهما وتهجرهما وروى أن أباه عليا عليه السلام قال له قم فاخطب لأسمع كلامك فقام فقال الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه ومن سكت علم ما في نفسه ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه معاده أما بعد فان القبور محلتنا والقيامة موعدنا والله عارضنا ان عليا باب من دخله كان مؤمنا ومن خرج عنه كان كافرا فقام إليه علي عليه السلام فالتزمه فقال بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ومن كلامه عليه السلام يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عدلا انه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا أصبح جمعهم بورا وعملهم غرورا ومساكنهم قبورا يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذهما في يديك لما بين يديك فان المؤمن يتزود والكافر يتمتع وكان عليه السلام يتلو بعد هذه الموعظة وتزودوا فان خير الزاد التقوى ومن كلامه عليه السلام ان هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور فليجل جال بضوئه وليلجم الصفة قلبه فان التفكير حياة القلب البصير كما يمشى المستنير في الظلمات بالنور واعتل على بالبصرة فخرج الحسن عليه السلام يوم الجمعة وصلى الغداة بالناس
(١٩٥)