أخرجوني إلى الصحراء لعلى أنظر في ملكوت السماء يعنى الآيات فلما أخرج به قال اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس على وكان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه آخر كلام الحافظ أبو نعيم.
التاسع في كلامه عليه السلام ومواعظه وما يجرى معها نقل الحافظ أبو نعيم في حليته أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام سأل ابنه الحسن عليه السلام عن أشياء من أمر المروة فقال يا بنى ما السداد فقال يا أبتي السداد دفع المنكر بالمعروف قال فما الشرف قال اصطناع العشيرة وحمل الجريرة قال فما المروة قال العفاف وإصلاح المال قال فما الرقة قال النظر في اليسير ومنع الحقير قال فما اللؤم قال إحراز المرء نفسه وبذله عرسه قال فما السماح قال البذل في العسر واليسر قال فما الشح قال أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا قال فما الإخاء قال المواساة في الشدة قال فما الجبن قال الجرأة على الصديق والنكول عن العدو قال فما الغنيمة قال الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة قال فما الحلم قال كظم الغيظ وملك النفس قال فما الغنى قال رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل وإنما الغنى غنى النفس قال فما الفقر قال شره النفس في كل شئ قال فما المنعة قال شدة البأس ومنازعة أعز الناس قال فما الذل قال الفزع عند المصدوقة قال فما العي قال العبث باللحية وكثرة النزق عند المخاطبة قال فما الجرأة قال مواقفة الأقران قال فما الكلفة قال كلامك فيما لا يعنيك قال فما المجد قال إن تعطى في الغرم وتعفو عن الجرم قال فما العقل قال حفظ القلب كلما استودعته قال فما الخرق قال معاداتك إمامك ورفعك عليه