وقال لأبيه عليه السلام إن للعرب جولة ولقد رجعت إليها عوازب أحلامها ولقد ضربوا إليك أكباد الإبل حتى يستخرجوك ولو كنت في مثل وجار الضبع وخطب مرة فقال ما بين جابلق وجابرس رجل جده نبي غيري وقال معاوية إذا لم يكن الهاشمي جوادا لم يشبه قومه وإذا لم يكن الزبيري شجاعا لم يشبه قومه وإذا لم يكن الأموي حليما لم يشبه قومه وإذا لم يكن المخزومي تياها لم يشبه قومه فبلغ ذلك الحسن عليه السلام فقال ما أحسن ما نظر لقومه أراد أن يجود بنو هاشم بأموالهم فيفتقر وتزهي بنو مخزوم فتبغض وتنشأ وتحارب بنو الزبير فيتفانوا وتحلم بنو أمية فتحب وقال لحبيب بن مسلمة رب مسير لك في غير طاعة الله قال أما مسيري إلى أبيك فلا قال بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا دنية قليلة ولعمري لئن قام بك في دنياك لقد قعد في دينك ولو أنك إذ فعلت شرا قلت خيرا كما قال الله عز وجل خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ولكنك فعلت شرا وقلت شرا فأنت كما قال الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال الشعبي كان معاوية كالجمل الطب قال يوما والحسن عليه السلام عنده أنا ابن بحرها جود وأكرمها جدودا وأنضرها عودا فقال الحسن عليه السلام أفعلي تفتخر أنا ابن عروق الثرى أنا ابن سيد أهل الدنيا أنا ابن من رضاه رضا الرحمان وسخطه سخط الرحمان هل لك يا معاوية من قديم تباهى به أو أب تفاخرني به قل لا أو نعم أي ذلك شئت فان قلت نعم أبيت وان قلت لا عرفت فقال معاوية أقول لا تصديقا لك فقال الحسن عليه السلام الحق أبلج ما تخيل سبيله * والحق يعرفه ذووا الألباب
(١٩٧)