وتحاربون من حاربت فرأيت أن أسالم معاوية واضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت حقن الدماء خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين وعنه عليه السلام انه قال لا أدب لمن لا عقل له ولا مروة لمن لا همة له ولا حياء لمن لا دين له ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل وبالعقل تدرك الداران جميعا ومن حرم من العقل حرمهما جميعا وقال عليه السلام علم الناس وتعلم علم غيرك فتكون قد تقنت علمك وعلمت ما لم تعلم وسئل عليه السلام عن الصمت فقال هو ستر الغي وزين العرض وفاعله في راحة وجليسه امن وقال عليه السلام هلاك الناس في ثلاث الكبر والحرص والحسد فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس والحرص عدو النفس وبه اخرج آدم من الجنة والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل وقال عليه السلام لا تأت رجلا إلا ان ترجو نواله وتخاف يده أو تستفيد من علمه أو ترجو بركة دعائه أو تصل رحما بينك وبينه وقال عليه السلام دخلت على أمير المؤمنين وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك فقال لي أتجزع فقلت وكيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه فقال ألا أعلمك خصالا أربع ان أنت حفظتهن نلت بهن النجاة وان أنت ضيعتهن فاتك الداران يا بنى لا غنى أكبر من العقل ولا فقر مثل الجهل ولا وحشة أشد من العجب ولا عيش ألذ من حسن الخلق فهذه سمعت عن الحسن يرويها عن أبيه عليهما السلام فاروها ان شئت
(١٩٤)