ذلك واضحة فإنه حرام على الولد مجامعة مطلقة أبيه وقد نقل عنه من تتابع ارفاده بموجوده ووقايع استنفاده فيه جل مجهوده ما يشهد له بكرمه وجوده وينضده في سلك سجاياه مع ركوعه وسجوده فمنها ما نقل عنه عليه السلام رواه سعيد بن عبد العزيز قال إن الحسن عليه السلام سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن عليه السلام إلى منزله فبعث بها إليه ومنها ان رجلا جاء إليه عليه السلام وسأله حاجة فقال له يا هذا حق سؤالك يعظم لدى ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدى ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله والكثير في ذات الله عز وجل قليل وما في ملكي وفاء لشكرك فان قبلت الميسور ورفعت عنى مؤنة الاحتفال والاهتمام لما أتكلفه من واجبك فعلت فقال يا بن رسول الله اقبل القليل واشكر العطية واعذر على المنع فدعا الحسن عليه السلام بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها فقال هات الفاضل من الثلاث مائة ألف درهم فأحضر خمسين ألفا قال فما فعل الخمسمائة دينار قال هي عندي قال أحضرها فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل فقال هات من يحملها لك فأتاه بحمالين فدفع الحسن عليه السلام إليه رداءه لكرى الحمالين فقال مواليه والله ما بقى عندنا درهم فقال لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم ومنها ما رواه أبو الحسن المدائني قال خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر عليهم السلام حجاجا ففاتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا فمروا بعجوز في خباء لها فقالوا هل من شراب فقالت نعم فأناخوا بها وليس لها إلا شويهة في كسر الخيمة فقالت أحلبوها وامتذقوا لبنها ففعلوا ذلك وقالوا
(١٨١)