يسكن فيها أطيار فنقل مصلاه إلى تحت الشجرة ليستأنس بالشجرة وتغريد الطير في الأشجار فعوتب من جانب الله جل جلاله وقيل له اما كان في الانس بنا ما يغنيك عن الشجرة والطيور فتاب وعرف انه قد خاطر بذلك الانس المذكور.
ولقد رأيت في أحاديث أهل المحاسبة وذوي المراقبة ان بعضهم كان يصلى بنشاط واهتمام وانبساط فقال يا رب هل بقى على من الاقبال في الصلاة ما احتاج فيه إلى الاستدراك قبل الممات فقيل له نعم انك تسكن إلى نسيم الأسحار وينشطك لنا غيرنا وما هكذا تكون صفات خواص الأبرار فمعك شريك لنا في خدمتك وباعث اخر غير ما أردناه من اخلاص عبوديتك.
أقول وان كان حال هذا العبد المكلف قويا في الامكان إلى أنه لا يختلف اخلاصه واختصاصه بمكان دون مكان فالأفضل له اتباع الشرع في تفضيل أماكن الصلاة وتفضيل محال الدعوات وأفضلها بيوت الله تعالى وجل جلاله ومساجده الخاصة لعبادته وأفضل المساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ولذلك تفصيلها نحن ذاكرون لما يتهيئا على جهته وروايته.
ذكر فضل بعض المساجد وتفاوت الصلاة فيها.
فمن ذلك ما أرويه باسنادي إلى جدي أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال روى ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سعد الإسكاف عن زياد بن عيسى عن أبي الجارود عن الأصبغ عن مولينا علي بن أبي طالب عليه السلام قال كان يقول من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان أخا مستفادا في الله أو علما مستطرقا أو آية محكمة أو سمع كلمة