أهل الغفلة ولا تقتدي بهم وانما تعمل بالمعقول والمنقول فان أكثر الناس في هذه الأوقات في غفلة هايلة لطف الله جل جلاله لهم وتداركهم بما هو جل جلاله أهل من العنايات وقد نبهنا على تحقيق ما قلناه عند وداع الملكين وقت الغروب وكشفنا ذلك بالمعقولات وبالروايات و هو حجة على من بلغه ذلك لعلام الغيوب.
أقول فإذا ذهبت الحمرة من أفق المشرق مع ارتفاع موانع مشاهدتها أو غلب الظن بزوالها عند الموانع الحائلة بين العبد وبين معرفتها وكان وقت حضور ملكي الليل بمقتضى المنقول من الروايات إذا كنت لا تعرف ذلك من طريق المراحم الربانيات فسلم عليهما مثل سلامك عند اقبال النهار واشهد الله جل جلاله وأشهدهما بما أشهدت ملكي النهار.
فقد روى محمد بن يعقوب الكليني باسناده في كتاب الكافي قال كان علي عليه السلام إذا امسى قال مرحبا بالليل الجديد والكاتب الشهيد اكتبا بسم الله ثم يذكر الله عز وجل وان شئت فاخر السلام عليهما بعد صلاة المغرب فقد روى ذلك في بعض الاخبار ثم اذن لصلاة المغرب كما تقدم ذكره في صفة الاذان عند صلاة الظهر وقل بعد الاذان أو قبله بحسب التوفيق والامكان ما رواه أبو محمد هارون بن موسى رحمه الله قال حدثنا أحمد بن هليل الكرخي عن العباس الشامي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال كان جعفر بن محمد عليهما السلام يقول من قال حين يسمع اذان الصبح واذان المغرب هذا الدعاء ثم مات من يومه أو من ليلته كان تائبا اللهم إني أسئلك باقبال ليلتك وادبار نهارك وحضور صلواتك وأصوات دعائك وتسبيح ملائكتك ان تصلى على محمد وآل محمد