ان لا ترد شفاعته فينا ومع هذه الوسائل فإنني تائب إليك على قدر ما جنيت وعلى قدر ما انتهكته من حرمتك لما عصيتك وان جهات قدر ذلك وعلى قدر ما كسرت من حرمة رسولك وشريعتك وحرمت خاصتك وحرمت قرآنك والتهوين بعظيم شأنك.
فان قبلت توبتي والا فاعف عنى فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه أو لا تغضب على فإنما يغضب من لا يقدر على العقوبة أو إذا امتنع الجاني عليه وأنت قادر وانا مستسلم لك يا سيدي.
وأنت تعلم أن الشيطان عدوى وهو عدو لك ومتى أخذتني بتمكينه منى شمت بي وبجنابك فان كان لابد من عقوبتي فمنك إلى لأبيد عدوك وعدوى.
ووجدت نفسي منسوبة إليك ومعلقة عليك بمقتضى برك وسترك ورأيت وسمعت الملوك يتجاوزون عمن علقوه عليهم ونسبوه إليهم و تشهد العقول ان ذلك من صفات الكمال وأنت أحق بصفات الكمال فإذا هانت عليك وسائلي ومسائلي فاذكرني في ديوان وصيتك للمأمولين بالآملين للمسؤولين بالسائلين وللمحسنين بالمسيئين وللأقوياء بالضعفاء وللأغنياء بالفقراء وللأعزاء بالأذلاء وللحكماء بالسفهاء و للملوك برعيتهم وللسادة بعبيدهم واتباعهم وللكرام باللئام وللمضيفين بالضيوف وللمستجار بهم بمن جاورهم واستجار بهم وعند كل وصية أوصى بها أهل الكمال بأحد من أهل النقصان وانا يا سيدي داخل في هموم تلك الوصايا والمراحم ومتشبث بحبال تلك المكارم لأنك جل جلالك على أبلغ صفات الكمال وانا على صفات النقصان في الأعمال والأحوال ووجدتك قد أوصيت بالعفو وبذلت البذول على العفو ومدحت