الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ٢ - الصفحة ١٦٦
قال ابن جريج قال ذلك من أجل أنه لا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر، وقال النقاش: لم يقتله عن عمد مريدا للقتل وإنما وكزه وكزة يريد بها دفع ظلمه قال وقد قيل إن هذا كان قبل النبوة وهو مقتضى للتلاوة وقوله تعالى في قصته (وفتناك فتنا) أي ابتليناك ابتلاء بعد ابتلاء قيل في هذه القصة وما جرى له مع فرعون وقيل إلقاؤه في التابوت واليم وغير ذلك وقيل معناه أخلصناك إخلاصا قاله ابن جبير ومجاهد من قولهم فتنت الفضة في النار إذا خلصتها وأصل الفتنة معنى الاحتبار وإظهار ما بطن إلا أنه استعمل في عرف الشرع وفى اختبار أدى إلى ما يكره وكذلك ما روى في الخبر الصحيح من أن ملك الموت جاءه فلطم عينه ففقأها (الحديث) ليس فيه ما يحكم على موسى عليه السلام بالتعدي وفعل ما لا يجب إذ هو ظاهر الأمر بين الوجه جائز الفعل لأن موسى دافع عن نفسه من أتاه لإتلافها وقد تصور له في صورة آدمي ولا يمكن أنه علم حينئذ أنه ملك الموت فدافعه عن نفسه مدافعة أدت إلى ذهاب عين تلك الصورة التي تصور له فيها الملك امتحانا من الله فلما جاءه بعد وأعلمه الله تعالى أنه رسوله إليه استسلم، وللمتقدمين والمتأخرين على هذا الحديث أجوبة هذا أسدها عندي وهو تأويل شيخنا الإمام أبى عبد الله المازري وقد تأوله قديما ابن عائشة وغيره على صكه ولطمه بالحجة وفق ء عين حجته وهو كلام مستعمل في هذا الباب في اللغة ومعروف * وأما قصة سليمان وما حكى فيها أهل التفاسير من ذنبه وقوله ولقد فتنا سليمان فمعناه ابتليناه وابتلاؤه ما حكى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين
____________________
(قوله أسدهما) بالسين المهملة، من السداد.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القسم الثاني فيما يجب على الأنام 2
2 الباب الأول فرض الإيمان به 5
3 فصل وأما وجوب طاعته 6
4 فصل وأما وجوب اتباعه 8
5 فصل وأما ما ورد عن السلف في اتباعه 13
6 فصل ومخالفة أمره 16
7 الباب الثاني في لزوم محبته 18
8 فصل في ثواب محبته 19
9 فصل فيما روى عن السلف من محبته 21
10 فصل في علامات محبته 24
11 فصل في معنى المحبة 29
12 فصل في وجوب مناصفته 31
13 الباب الثالث في تعظيم أمره 34
14 فصل في عادة الصحابة في تعظيمه 37
15 فصل واعلم أن حرمة النبي الخ 40
16 فصل في سيرة السلف 43
17 فصل ومن توقيره وبره بر آله 47
18 فصل ومن توقيره وبره توقير أصحابه 52
19 فصل ومن إعظامه الخ 56
20 الباب الرابع في حكم الصلاة عليه 60
21 فصل اعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض 61
22 فصل في المواطن التي تستحب فيها 64
23 فصل في كيفية الصلاة 69
24 فصل في فضيلة الصلاة عليه 74
25 فصل في ذم من لم يصل عليه 77
26 فصل في تخصيصه بتبليغ صلاة المصلين 78
27 فصل في الاختلاف في الصلاة على غيره 80
28 فصل في حكم زيارة قبره 83
29 فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي 89
30 القسم الثالث فيما يجب للنبي 95
31 الباب الأول فيما يختص بالأمور الدينية 97
32 فصل في حكم عقد قلب النبي 97
33 فصل وأما عصمتهم من هذا الفن 109
34 فصل قال القاضي قد بان الخ 115
35 فصل الأمة مجتمعة على العصمة 117
36 فصل وأما أقواله عليه السلام 123
37 فصل وقد توجهت ههنا سؤالات 124
38 فصل هذا القول الخ 135
39 فصل في سهوه 137
40 فصل وأما ما يتعلق بالجوارح 143
41 فصل وقد اختلف في عصمتهم قبل النبوة 147
42 فصل هذا حكم ما تكون المخالفة الخ 149
43 فصل في أحاديث السهو 151
44 فصل في الرد على من أجاز عليهم الصغائر 155
45 فصل فإن قلت الخ 169
46 فصل قد استبان لك الخ 172
47 فصل في القول في عصمة الملائكة 174
48 الباب الثاني فيما يخصهم 178
49 فصل في سحره 180
50 فصل هذا حاله في جسمه 183
51 فصل وأما ما يعتقده 185
52 فصل وأما أقواله الدنيوية 187
53 فصل فإن قلت قد تقررت 191
54 فصل في حكمة إجراء الأمراض 195
55 فصل وأما أفعاله الدنيوية 199
56 فصل فإن قلت فما الحكمة 204
57 القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه 210
58 الباب الأول في سبه 213
59 فصل الحجة في إيجاب قتل من سبه 219
60 فصل فإن قلت فلم لم يقتل الخ 223
61 فصل قال القاضي تقدم الكلام 229
62 فصل الوجه الثالث أن يقصد تكذيبه 231
63 فصل الوجه الرابع أن يأتي الخ 232
64 فصل الوجه الخامس أن لا يقصد 235
65 فصل الوجه السادس أن يقول 244
66 فصل الوجه السابع أن يذكر الخ 247
67 فصل ومما يجب على المتكلم 252
68 الباب الثاني في حكم سابه 254
69 فصل إذا قلنا بالاستتابة 258
70 فصل هذا حكم من ثبت عليه 261
71 فصل هذا حكم المسلم 262
72 فصل في ميراث من قتل بسب النبي 267
73 الباب الثالث في ساب الله 270
74 فصل وأما من أضاف إلى الله 272
75 فصل في تحقيق القول في إكفار المتأولين 276
76 فصل في بيان ما هو من المقالات كفر 282
77 فصل هذا حكم المسلم الساب لله 295
78 فصل هذا حكم من صرح بسبه 296
79 فصل وأما من تكلم من سقط القول 299
80 فصل وحكم من سب سائر أنبياء الله 302
81 فصل واعلم أن من استخف بالقرآن 304
82 فصل ومن سب آل بيته الخ 307