هباته وهداه إليه وأكد ذلك تتميما للتمجيد بحرفي التأكيد فقال تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) قيل
القرآن وقيل الإسلام وقيل الطبع
الكريم وقيل ليس لك همة إلا الله، قال الواسطي أثنى عليه بحسن قبوله لما أسداه إليه من نعمه وفضله بذلك على غيره لأنه جبله على ذلك الخلق فسبحان اللطيف
الكريم المحسن
الجواد الحميد الذي يسر للخير وهدى إليه، ثم أثنى على فاعله وجازاه عليه سبحانه ما أغمر نواله
وأوسع إفضاله ثم سلاه عن قولهم بعد هذا بما وعده به من عقابهم وتوعدهم بقوله (فستبصر ويبصرون) الثلاث الآيات ثم عطف بعد مدحه على ذم عدوه وذكر سوء خلقه وعد معايبه متوليا ذلك بفضله ومنتصرا
لنبيه صلى الله عليه وسلم فذكر بضع عشرة خصلة من خصال الذم فيه بقوله تعالى (فلا تطع المكذبين) إلى قوله (أساطير الأولين) ثم ختم ذلك بالوعيد الصادق بتمام شقائه وخاتمة بواره بقوله تعالى (سنسمه على الخرطوم) فكانت نصرة الله تعالى لم أتم من نصرته لنفسه ورده تعالى على عدوه أبلغ من رده وأثبت في ديوان مجده.
____________________
(قوله ما أغمر نواله) هو بالغين المعجمة أي ما أكثره، والنوال: العطاء. (قوله بضع عشرة خصلة) البضع في العدد بكسر الموحدة وفتحها من ثلاث إلى تسعة وقيل ما بين الواحد إلى العشرة لأنه قطعة من العدد، والخصلة بفتح الخاء المعجمة وسكون الصاد المهملة.