لا أقسم أي أقسم إنه لقول رسول
كريم أي
كريم عند مرسله ذي قوة على تبليغ ما حمله من الوحي مكين أي متمكن المنزلة من ربه رفيع المحل عنده مطاع ثم أي في السماء أمين على الوحي، قال
على بن عيسى وغيره: الرسول
الكريم هنا
محمد صلى الله عليه وسلم فجميع الأوصاف بعد على هذا له وقال غيره هو جبريل فترجع الأوصاف إليه ولقد رآه يعنى
محمد صلى الله عليه وسلم قيل رأى ربه وقيل رأى جبريل في صورته وما هو على الغيب
بظنين أي بمتهم ومن قرأها بالضاد فمعناه ما هو ببخيل بالدعاء به والتذكير بحكمه وبعلمه وهذه
لمحمد صلى الله عليه وسلم باتفاق * وقال تعالى (ن والقلم) الآيات أقسم الله تعالى بما أقسم به من عظيم قسمه على تنزيه المصطفى مما غمصته الكفرة به وتكذيبهم له وآنسه وبسط أمله بقوله محسنا خطابه (ما أنت بنعمه ربك بمجنون) وهذه نهاية المبرة في المخاطبة وأعلى درجات الآداب في المحاورة ثم أعلمه بما له عنده من نعيم دائم وثواب غير منقطع لا يأخذه عد ولا يمن به عليه فقال وإن لك لأجرا غير ممنون ثم أثنى عليه بما
منحه من
____________________
(قوله على بن عيسى) الظاهر أنه الرماني النحوي، توفى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة له تفسير القرآن أخذ الأدب عن أبي دريد وغيره قال ابن خلكان يجوز أن يكون نسبته إلى الرمان وبيعه وأن يكون إلى قصر الرمان وهو قصر بواسط معروف (قوله غمصته) بفتح المعجمة والميم وبعدهما صاد مهملة، قال ابن القطاع: غمص الناس احتقارهم والطعن عليهم.