حدثنا أبو محمد الحموي حدثنا إبراهيم بن خزيم الشاشي حدثنا عبد ابن حميد حدثنا
هاشم بن القاسم عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى فأنزل الله تعالى (طه) يعنى طإ الأرض يا محمد (ما أنزلنا عليك
القرآن لتشقى) الآية، ولا خفاء بما في هذا كله من الإكرام وحسن المعاملة، وإن جعلنا طه من أسمائه صلى الله عليه وسلم كما قيل أو جعلت قسما لحق الفصل بما قبله، ومثل هذا من نمط الشفقة والمبرة قوله تعالى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) أي
قاتل نفسك لذلك غضبا أو غيظا أو جزعا ومثله قوله تعالى أيضا (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) ثم قال تعالى (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) * ومن هذا الباب قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) إلى قوله تعالى (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) إلى آخر السورة وقوله (ولقد استهزئ برسل من قبلك) الآية قال مكي سلاه تعالى بما ذكر وهون عليه
____________________
(قوله الحموي) بفتح المهملة وضم الميم المشددة وكسر الواو وياء: للنسبة إلى جده حمويه وحموبه بلسان المصامدة عبارة عن محمد. (قوله ابن خزيم) بالمعجمة المضمومة والزاي المفتوحة. (قوله عن الربيع عن أنس) هو بفتح الراء: بصري نزل خراسان يروى عن أنس. (قوله نمط الشفقة) أي نوعها والنمط في الأصل نوع من أنواع البسط ولا يستعمل في غيره في الأكثر إلا مقيدا.