أبو عيسى الحافظ حدثنا عبد بن حميد حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحارث ابن عبيد عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان
النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية (والله يعصمك من الناس) فأخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال لهم (يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني ربي عز وجل) وروى أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة يقيل تحتها فأتاه أعرابي فاخترط سيفه ثم قال من
يمنعك منى؟ فقال: الله عز وجل، فرعدت يد الأعرابي وسقط سيفه وضرب برأسه الشجرة حتى سال دماغه فنزلت الآية، وقد رويت هذه القصة في الصحيح وأن غورث بن الحارث صاحب هذه القصة وأن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عفا عنه فرجع إلى قومه وقال جئتكم من عند خير الناس وقد حكيت مثل هذه الحكاية أنها جرت له يوم بدر وقد انفرد من أصحابه لقضاء حاجته فتبعه رجل من
المنافقين وذكر مثله وقد روى أنه وقع لها مثلها في غزوة غطفان بذى أمر مع رجل اسمه دعثور
____________________
(قوله الجريري) بضم الجيم وفتح الراء نسبة إلى جرير بن عباد (قوله فرعدت) بضم الراء وكسر العين المهملة مبنى للمفعول لم يسمع إلا كذلك وفى بعض النسخ فأرعدت (قوله بذى أمر) بفتح الهمزة والميم بعدها راء موضع من ديار غطفان خرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمع محارب قاله ابن الأثير (قوله اسمه دعثور) قال اليعمري في سيرته وقد تقدم في غزوة ذي أمر خبر لرجل يقال له دعثور بن الحارث من بنى محارب نسبة هذا الخبر إلى أن قال والظاهر أن الخبرين واحد انتهى وقال الذهبي في تجريد الصحابة دعثور بن الحارث الغطفاني في حديث عجيب الإسناد، والأشبه أن غورث