الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ١ - الصفحة ٣٤٤
فإنما عليك نبي وصديق وشهيد) فقتل على وعمر وعثمان وطلحة والزبير وطعن سعد رضي الله عنهم، وقال للسراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى فلما أتى بهما عمر ألبسهما إياه وقال الحمد لله الذي سلبهما كسرى وألبسهما سراقة وقال تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة تجبى إليها خزائن الأرض يخسف بها يعنى بغداد، وقال سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو شر لهذه الأمة من فرعون لقومه وقال لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة وقال لعمر في سهيل بن عمرو عسى أن يقوم مقاما يسرك يا عمر) فكان كذلك قام بمكة مقام أبى بكر يوم بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلم وخطب بنحو خطبته وثبتهم وقوى بصائرهم، وقال لخالد حين وجهه لأكيدر (إنك تجده يصيد البقر) فوجدت هذه الأمور كلها في حياته وبعد
____________________
(قوله قال لسراقة) بضم السين المهملة ابن مالك بن جعشم بضم الجيم والشين المعجمة وهو في الأصل اسم للرجل القصير الغليظ مع شدة (قوله سواري كسرى) السوار بضم السين المهملة وكسرها (قوله دجلة ودجيل وقطربل والصراة) دجلة بكسر الدال نهر بالعراق ودجيل بضم الدال وفتح الجيم نهر بالأهواز حفره أزدشير بن بابك أول ملوك ساسان وهم ملوك الفرس بالمدائن وقطربل بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء والباء الموحدة المشددة موضع بالعراق، والصراة بفتح الصاد المهملة نهر بالعراق، وفى بعض الأصول: والهراة وهي بلدة معروفة (قوله لأكيدر) بضم الهمزة وفتح الكاف، قال الخطيب كان نصرانيا ثم أسلم وقيل بل مات نصرانيا، وقال ابن منده وأبو نعيم في كتابهما في معرفة الصحابة إن أكيدر هذا أسلم وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سيراء فوهبا لعمر قال ابن الأثير: الهدية والمصالحة
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست