قال رسول رب العالمين وخاتم النبيين وقد أفلح من صدقك وخاب من كذبك. فأسلم الأعرابي * ومن ذلك قصة كلام الذئب المشهورة عن أبي سعيد الخدري: بينا راع يرعى غنما له عرض الذئب لشاة منها فأخذها منه فأقعى الذئب وقال للراعي ألا تتقى الله حلت بيني وبين رزقي قال الراعي العجب من ذئب يتكلم بكلام الانس، فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ رسول الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فأتى الراعي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم له قم فحدثهم، ثم قال صدق، والحديث فيه قصة وفى بعضه طول وروى حديث الذئب عن أبي هريرة وفى بعض الطرق عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال الذئب أنت أعجب واقفا على غنمك وتركت نبيا لم يبعث الله نبيا قط أعظم منه عنده قدرا قد فتحت له أبواب الجنة وأشرف أهلها على أصحابه ينظرون قتالهم وما بينك وبينه إلا هذا الشعب فتصير في جنود الله، قال الراعي من لي بغنمي؟
قال الذئب أنا أرعاها حتى ترجع فأسلم الرجل إليه غنمه ومضى وذكر
____________________
(قوله بين الحرتين) تثنة حرة بفتح المهملة، وهي أرض ذات حجارة سود (قوله الشعب) بكسر الشين المعجمة ما يفرج بين الجبلين