وقد روى أنه حين طلبته قريش قال له ثير اهبط يا رسول الله فإني أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذبني الله فمال حراء إلى يا رسول الله. وروى ابن عمر رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر (وما قدروا الله حق قدره) ثم قال يمجد الجبار نفسه يقول أنا الجبار أنا الجبار أنا الكبير المتعال فرجف المنبر حتى قلنا ليخرن عنه وعن
ابن عباس كان حول البيت ستون وثلاثمائة ضم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة فأما دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد عام الفتح جعل يشير بقضيب في يده إليها ولا يمسها ويقول (جاء الحق وزهق
الباطل) الآية فما أشار إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه ولا لقفاه إلى وقع لوجهه حتى ما بقى منها صنم، ومثله في حديث ابن مسعود وقال فجعل يطعنها ويقول جاء الحق وما يبدئ
الباطل وما يعيد، ومن ذلك حديثه مع الراهب في ابتداء أمره إذ خرج تاجرا مع عمه وكان الراهب لا يخرج إلى أحد فخرج وجعل
____________________
(قوله ثبير) بمثلثة مفتوحة فموحدة مكسورة: جبل المزدلفة وللعرب جبال أربعة أخرى حجازية كل منها يسمى ثبيرا (قوله يطعنها) بضم العين المهملة وقد تفتح (قوله مع الراهب) هو بحيرى بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة والقصر قال الذهبي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قبل المبعث وآمن به ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وقال السهيلي وقع في سيرة الزهري إنه كان حبرا من يهود تيما وفى المسعودي إنه كان من عبد القيس واسمه جرجس إذ خرج تاجرا مع عمه، قيل لم يخرج عليه السلام في هذه المرة تاجرا وإنما خرج تاجرا بعد ذلك مع ميسرة غلام خديجة وفى هذه الخرجة لقي نسطور الراهب، ويمكن الجواب بأن (تاجرا) حال من عمه لا من الضمير المستتر في خرج