بعص فشربوا حتى رووا وبقى كأنه لم يشرب منه وقال أنس إن
النبي صلى الله عليه وسلم حين ابتنى بزينب أمره أن يدعو له قوما سماهم وكل من لقيت حتى امتلأ البيت والحجرة وقدم إليهم تورا فيه قدر مد من تمر جعل حيسا فوضعه قدامه وغمس ثلاث أصابعه وجعل القوم يتغدون ويخرجون وبقى التور نحوا مما كان وكان القوم أحدا أو اثنين وسبعين وفى رواية أخرى في هذه القصة أو مثلها إن القوم كانوا زهاء ثلاثمائة وإنهم أكلوا حتى شبعوا وقال لي ارفع فلا أدرى حين وضعت كانت أكثر أم حين رفعت وفى حديث
جعفر بن محمد عن أبيه عن
علي رضي الله عنه أن فاطمة طبخت قدرا لغدائهما ووجهت عليا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ليتغدى معهما فأمرها فغرفت منها لجميع نسائه صحفة صحفة ثم له صلى الله عليه وسلم ولعلي ثم لها ثم رفعت القدر وإنها لتفيض قالت فأكلنا منها ما شاء الله * وأمر
عمر بن الخطاب ____________________
(قوله بعس) بضم العين وتشديد السين المهملتين هو قدح ضخم (قوله ابتنى) ترتيب المعروف إن ذلك لما ابتنى بصفية وفى شرح مسلم للمصنف إن الراوي أدخل قصة في قصة (قوله تور) بالمثناة الفوقية وهو إناء شبه قدح من حجارة (قوله حيسا) بفتح المهملة وسكون المثناة التحتية بعدها سين مهملة هو تمر وسمن وأقط وقال ابن الصلاح هو التمر ينزع نواه ويخلط بالسويق (قوله يتغدون) من الغداء بفتح الغين المعجمة والدال المهملة والمد هو الطعام نفسه خلاف العشاء لما في صحيح مسلم فدعا بعد ارتفاع النهار وأما الغذاء بكسر الغين وبالذال المعجمتين والمد هو ما يتغذى به من الطعام والشراب