الرحمن السلمي ومسلم بن أبي عمران الأزدي وأكثر طرق هذه الأحاديث صحيحة والآية مصرحة ولا يلتفت إلى اعتراض مخذول بأنه لو كان هذا لم يخف عل أهل الأرض إذ هو شئ ظاهر لجميعهم إذ لم ينقل لنا عن أهل الأرض رصدوه تلك الليلة فلم يروه انشق ولو نقل إلينا عمن لا
يجوز تمالؤهم لكثرتهم على
الكذب لما كانت علينا به
حجة إذ ليس القمر في حد واحد لجميع أهل الأرض فقد يطلع على قوم قبل أن يطلع على الآخرين وقد يكون من قوم بضد ما هو من مقابلهم من أقطار الأرض أو يحول بين قوم وبينه سحاب أو جبال ولهذا نجد الكسوفات في بعض البلاد دون بعض وفى بعضها جزئية وفى بعضها كلية وفى بعضها لا يعرفها إلا المدعون لعلمها، ذلك تقدير
العزيز العليم، وآية القمر كانت ليلا والعادة من الناس بالليل الهدو والسكون وايجاف الأبواب وقطع التصرف ولا يكاد يعرف من أمور السماء شيئا إلا من رصد ذلك واهتبل به ولذلك ما يكون الكسوف القمري كثيرا في البلاد وأكثرهم لا يعلم به حتى يخبر وكثيرا ما يحدث
الثقات بعجائب يشاهدونها من أنوار ونجوم طوالع عظام تظهر في الأحيان بالليل في السماء ولا علم عند أحد منها * وخرج الطحاوي في
____________________
الانشقاق إلا مرة واحدة (قوله وإيجاف) بكسر الهمزة وسكون المثناة التحتية وتخفيف الجيم مصدر أوجف أو أغلق (قوله واهتبل) بمثناة فوقية مفتوحة