فحملته على البعير، ومن ذلك حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري عن أبيه ومثله
لسلمة بن الأكوع وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكروا مخمصة أصابت الناس مع
النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فدعا ببقية الأزواد فجاء الرجل بالحثية من الطعام وفوق ذلك وأعلاهم الذي أتى بالصاع من
التمر فجمعه على نطع قال سلمة فحزرته كربضة العنز ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقى في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقى منه قدر ما جعل وأكثر ولو ورده أهل الأرض لكفاهم وعن
أبي هريرة أمرني
النبي صلى الله عليه وسلم أن ادعوا له أهل الصفة فتتبعتهم حتى جمعتهم فوضعت بين أيدينا صحفة فأكلنا ما شئنا وفرغنا وهي مثلها حين وضعت إلا أنا فيها أثر الأصابع، وعن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه جمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى عبد المطلب وكانوا أربعين منهم قوم يأكلون الجذعة ويشربون الفرق فصنع لهم مدا من
طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقى كما هو ثم دعا
____________________
(قوله مخمصة) أي مجاعة (قوله بالحثية) بفتح الحاء المهملة من حثى يحثا (قوله على نطع) يجوز فيه فتح النون وكسرها مع سكون الطاء وفتحها فهذه أربع لمات أفضحها كسر النون وفتح الطاء (قوله كربضة) بفتح الراء وسكون الموحدة قال ابن دريد بكسر الراء يقال ربضت الغنم تربض بالكسر وربوضا وهو من البقر والعم والفرس والكلب مثل البروك من الإبل والجثوم من الطير (قوله أهل الصفة) في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة لقد رأيت سبعين من أهل الصفة وعد أبوهم في الحليلة منهم مائة ونيفا وفى عوارف المعارف السهروردي إنهم كانوا نحو أربعمائة