من بعد قوم أسلموا منهم أمير المؤمنين علي عليه السلام وجعفر أخوه وخديجة بنت خويلد وزيد بن حارثة فلو كان هذا نزل في أول من صدق برسول الله (ص) لكان أول مصدق به قبل أبي بكر أحق بهذا الاسم ولكنا نقول إن هذا مقصود به كل مصدق به تقدم أو تأخر وليس لأحد في هذا خاصة فضيلة دون غيره من المصدقين برسول الله (ص) فيما جاء به من عند الله جل اسمه وإنما أخبر الله سبحانه أن الرسول (ص) قد جاءهم بالصدق ثم قال فمن صدق به فهم المتقون، ألا تسمع قوله الموافق قولنا حيث يقول (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) وهذا حال يوجبه النظر لمن تقدم وتأخر من جميع المصدقين فإن كان أبو بكر ممن صدق فهو واحد من الصديقين.
وأما دعواهم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سماه صديقا فما وجدنا في شئ من الأخبار أن أبا بكر ادعاه لنفسه وإنما هو شئ تخرصه أولياؤه ممن أراد تزيين أمره من بعده وتعظيمه في قلوب العامة (1) فلو كان هذا كما وصفوا لكان أبو بكر ادعاه لنفسه وقاله في المواطن التي كان يؤدي فيها