حرم الله قتلها وما شانه ذلك من المحرمات من أكل الميتة والدم ولحم الخنزير إلى غير ذلك من المحرمات في الدين لأن في خبرهم أنه قال لهم اعملوا ما شئتم من الأعمال السيئة دليلا على أنه قد جعل الاختيار إليهم في ذلك إن شاؤوا قللوا وإن شاؤوا كثروا، وكفى بهذا المذهب لمن اعتقده وجادل عليه خزيا وفضيحة ومقتا، وإن قالوا أن الله قد علم أنهم لا يأتون بشئ من ذلك، قيل لهم إن كان هذا كما وصفتم فقوله اعملوا ما شئتم وهم لا يعملون لا معنى له ولا فائدة فيه، وليس هذا من قول الحكيم ولا فهم عليم، وإن قالوا إنما أراد بذلك إظهار جلالة منزلتهم للناس وتبيين فضيلتهم بتحليل المحارم والإباحة للمحظورات فيجعل للجاهل سبيلا إلى الدخول في ذلك أو في شئ منه، قيل لهم هذا ما لا يستقيم عند ذوي عقل ولا فهم، مع ما يقال لهما كيف يصح ما يقولون أن الرسول (ص) قد علم أنهم لا يأتون بما يذم منهم وقد رووا أن الرسول (ص) قال للزبير إنك تقاتل عليا وأنت ظالم له، فلو كان قد أباح لهم ما زعمتم لكان قوله (ص) للزبير تقاتل عليا وأنت ظالم له ظلما من الرسول (ص) واعتداء على الزبير إذ كان الله بزعمهم علم أنهم لا يأتون بما يذم منهم، وقد رووا أن الرسول (ص) قد أباح لهم ما شاؤوا من الخير والشر ومن أباح الله له ذلك فليس هو بظالم في كل ما فعل ومن قال إنه ظالم فهو الظالم على إيجابكم هذا الفظيع من المقال الظاهر من هذا المحال، ومن زعم أن الرسول (ص) ظالم في باب من الأبواب كفر بغير خلاف وقد وجدنا الزبير قد أقر من كتاب الله على نفسه وعلى من كان معه بروايتكم ذلك عنه بما يضاهي قول الرسول (ص) له ستقاتل عليا وأنت ظالم له فقد رويتم عنه بأجمعكم أنه قال يوم الجمل بالبصرة ما زلنا نقرأ هذه الآية وما ندري ما أراد بها حتى علمنا الآن أنا المقصود بها وهي قول الله عز وجل (واتقوا فتنة لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة) وقد كان طلحة والزبير من البدريين عظيمي
(٦٨)