كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٢٨
سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة (1) وحبيب بن مظاهر (2) ورفاعة بن شداد وعبد الله بن وال وجماعة شيعته من المؤمنين (3)، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك وعدو أبيك من قبلك الجبار العنيد الغشوم الظلوم الذي أبتر (4) هذه الأمة وعضاها (6) وتأمر عليها بغير رضاها، ثم قتل خيارها واستبقى أشرارها (5)، فبعدا له كما بعدت ثمود! (7) ثم إنه قد بلغنا أن ولده اللعين قد تأمر على هذه الأمة بلا مشورة ولا إجماع ولا علم من الأخبار، ونحن مقاتلون معك وباذلون أنفسنا من دونك فاقبل إليه فرحا مسرورا مأمونا مباركا سديدا وسيدا أميرا مطاعا إماما خليفة علينا مهديا، فإنه ليس عليك إمام ولا أمير إلا النعمان بن بشير وهو في قصر الإمارة وحيد طريد، ليس يجتمع معه في جمعه ولا يخرج معه إلى عيد ولا يؤدى إليه الخراج، يدعو فلا يجاب ويأمر فلا يطاع، ولو بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه عنا حتى يلحق بالشام، فاقدم إلينا فلعل الله عز وجل أن يجمعنا بك على الحق، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يا بن رسول الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".
ثم طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى عبد الله بن سبع (8) الهمداني وعبد الله بن مسمع البكري (9)، ووجهوا بهما إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما. فقرأ الحسين كتاب أهل الكوفة فسكت ولم يجبهم (10) بشيء (11).

(١) عن الطبري ٥ / ٣٥٢ وابن الأثير ٢ / ٥٣٣ وبالأصل: لحيه.
(٢) عن الطبري وابن الأثير، وبالأصل: مطهر.
(٣) زيد في الطبري وابن الأثير: " والمسلمين من أهل الكوفة. سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ".
(٤) الطبري وابن الأثير: " الذي انتزى على هذه الأمة " وفي الإمامة والسياسة: الذي اعتدى.
(٥) في الطبري وابن الأثير: " فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر... " وفي الإمامة والسياسة: فانتزعها حقوقها. واغتصبها أمورها وغلبها على فيئها، وتأمر عليها... ".
(٦) زيد في الطبري: وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها.
(٧) من هنا إلى آخر الكتاب وردت العبارة في المصادر باختلاف انظر الطبري وابن الأثير والإمامة والسياسة.
(٨) عن الطبري وابن الأثير والبداية والنهاية. وفي الأصل: " سبلع " وفي الأخبار الطوال: عبيد الله بن سبيع.
(٩) في الطبري وابن الأثير وابن كثير: عبد الله بن وال. وفي الأخبار الطوال: عبد الله بن وداك السلمي.
(١٠) بالأصل: " فلم يجيبهم ".
(١١) وقد وافوا الحسين بمكة لعشر خلون من شهر رمضان كما في الأخبار الطوال ص ٢٢٩ والبداية والنهاية ٨ / 162.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169