رضي الله عنهما ورؤوس إخوته ورأس علي بن الحسين ورؤوس أهل بيته وشيعته رضي الله عنهم أجمعين. ودعا علي بن الحسين أيضا فحمله وحمل أخواته عماته وجميع نسائهم إلى يزيد بن معاوية. قال: فسار القوم بحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الكوفة إلى بلاد الشام على محامل بغير وطاء من بلد إلى بلد ومن منزل إلى منزل كما تساق أسارى الترك والديلم.
قال: وسبق زحر بن قيس الجعفي برأس الحسين إلى دمشق حتى دخل على يزيد فسلم عليه ودفع إليه كتاب عبيد الله بن زياد. قال: فأخذ يزيد كتاب عبيد الله بن زياد فوضعه بين يديه، ثم قال: هات ما عندك يا زحر! فقال زحر:
أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك وبنصره إياك، فإنه ورد علينا الحسين بن علي في اثنين وثلاثين رجلا من شيعته وإخوته وأهل بيته (1)، فسرنا إليهم وسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم عبيد الله بن زياد (2)، فأبوا علينا فقاتلناهم من وقت شروق الشمس إلى أن أضحى النهار، فلما أخذت السيوف مأخذها من الرجال (3) جعلوا ينقصون (4) إلى غير وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر، كما يخاف الحمام من الصقور، فو الله يا أمير المؤمنين! ما (5) كان إلا جزر جزور أو نومة قائل (5) حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم بالعراء مجردة، وثيابهم بالدماء مرملة، وخدودهم بالتراب معفرة (6). قال: فأطرق يزيد ساعة ثم رفع رأسه فقال: يا هذا! لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين بن علي، أما والله! لو صار إلي لعفوت عنه، ولكن قبح الله ابن مرجانة! قال: وكان عبد الله بن الحكم (7) أخو مروان بن الحكم قاعدا عند يزيد بن معاوية فجعل يقول شعرا (8). فقال يزيد: نعم، لعن الله ابن