سيف رسول الله ذي النكال * في كل يوم ظاهر الأهوال ثم حمل فقاتل حتى قتل (1) - رحمه الله -.
وخرج من بعده أخوه العباس بن علي وهو يقول:
أقسمت بالله الأعز الأعظم * وبالحجور صادقا وزمزم و ذو الحطيم والفنا المحرم * ليخضبن اليوم جسمي بالدم أمام ذي الفضل وذي التكرم * ذاك حسين ذو (2) الفخار الأقدم ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل من القوم جماعة وقتل (3) - رحمه الله -.
ثم تقدم من بعده علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه وهو يومئذ ابن ثماني عشرة (4) سنة، فتقدم نحو القوم ورفع الحسين شيبته نحو السماء وقال: اللهم اشهد على هؤلاء القوم! فقد برز إليهم غلام أشبه القوم خلقا وخلقا ومنطقا برسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فامنعهم بركات الأرض، فإن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا، وأقطعهم قطعا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا. قال: ثم صاح الحسين بعمر (5) بن سعد فقال: ما لك قطع الله رحمك، ولا بارك لك في أمرك (6)، وسلط عليك بعدي من يقتلك على فراشك، كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ثم رفع الحسين صوته وقرأ (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) (7). قال: ثم تقدم علي بن الحسين بن علي عليهما السلام وهو يقول:
أنا علي بن الحسين بن علي * من عصبة جد أبيهم النبي (8)