كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١١٢
[إن تنكروني فأنا ابن جعفر * شهيد صدق في الجنان الزهر نطير فيها بجناح أخضر * كفى بهذا شرفا من معشر] ثم حمل فقاتل حتى قتل (1) - رحمه الله -.
وخرج من بعده عبد الله بن الحسن (2) بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكأن على وجهه شقة قمر، وعليه يومئذ قميص وإزار، وفي يده سيف له حسام قاطع، وهو يرتجز ويقول:
إن تنكروني فأنا فرع الحسن * سبط النبي المصطفى والمؤتمن هذا حسين كأسير مرتهن * بين أناس لأسقوا صوب المزن فقاتل حتى قتل - رحمه الله -.
قال: فصاح الحسين: صبرا يا بني! وصبرا يا أهل بيتي! فو الله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا. قال: ثم تقدم إخوة الحسين عازمين على أن يموتوا من دونه، فأول من تقدم أبو بكر بن علي - واسمه عبد الله، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد الربعي التميمية - فتقدم وهو يقول:
شيخي علي ذو الفخار الأطول * من هاشم الخير الكريم المفضل هذا حسين ابن النبي المرسل * عنه نحامي بالحسام المصقل تفديه نفسي من أخ مبجل * يا رب فامنحني ثواب المنزل قال: فحمل عليه رجل من أصحاب عمر (3) بن سعد يقال له زحر بن بدر النخعي فقتله (4) - رحمه الله -.
فخرج من بعده أخوه عمر (5) بن علي فجعل يقول:

(١) قتله عبد الله بن قطبة الطائي ثم النبهاني.
(٢) بالأصل: " الحسين " وما أثبت عن مروج الذهب ٣ / ٧٦.
(٣) الأصل: عمرو.
(٤) قال ابن الأثير: وقد شك في قتله، ولم يذكره المسعودي فيمن قتل مع الحسين من إخوته. وورد في الأخبار الطوال: أبو بكر بن الحسن بن علي ومثله في مروج الذهب، وأمه أم ولد، وقد قتله عبد الله بن عقبة الغنوي.
(٥) بالأصل: " عمرو " وما أثبت عن جمهرة أنساب العرب وفيه: أمه الصهباء بنت ربيعة بن بجير التغلبية.
ولم يرد اسمه في الطبري ولا مروج الذهب ولا الأخبار الطوال ولا ابن الأثير.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169