كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٩٠
قال: فجزاه القوم خيرا، فأنشأ الصلتان العبدي في ذلك يقول:
شقيق بن ثور قام فينا بخطبة * يحث بها (1) الركبان أهل المشاعر و هيهات أن يأتي (2) الخطيب بمثلها * جزى الله خيرا من خطيب وناصر و قد قام فينا خالد بن معمر * وكردوس الحامي ذمار العشائر بمثل الذي حامى به حذو فعله * وقد بين الشورى حريث بن جابر فلا يعدمنك (3) الدهر ما هبت الصبا * ولا زلت مسقيا بأسحم ما طر و لا زلت تدعى في ربيعة أولا * باسمك في إحدى الليالي الغوابر قال: فبينا الناس كذلك إذ أقبل أبو الأعور السلمي من عند معاوية على برذون له أشهب (4) والمصحف على رأسه حتى وقف قريبا من عسكر علي رضي الله عنه ثم نادى بأعلى صوته: لن يعطي واحد منا للآخر الطاعة، وقد قتل فيما بيننا بشر كثير، و كل واحد منا يرى أنه على الحق فيما يطلب من صاحبه وإننا نتخوف أن يكون ما بقي أشد مما مضى، وإننا سنحاسب ونسأل عن هذا الموطن ولا يحاسب بما نحن فيه غيرنا وغيركم، وقد جئتكم في أمر لنا ولكم فيه حياة وعذر وصلاح وحقن الدماء وألفة الدين وذهاب الفتن (5) أن نجعل القرآن بيننا وبينكم حكما ويحكم بيننا حكمان مرضيان: أحدهما من أصحابنا والآخر من أصحابكم، يحكمان (6) بما في كتاب الله عزو جل فإنه خير لنا ولكم، ونقطع هذه الفتن، فاتق الله يا علي فيما دعيت إليه و ارض بحكم القرآن إن كنت من أهله - والسلام -.
قال: فصاحت به الناس: إننا قد رضينا بحكم القرآن. فقال أبو الأعور:
فالحمد لله على ذلك، ووفقنا وإياكم لصالح الأمور. ثم انصرف إلى العسكر فأنشأ عبد الله بن حجر في ذلك يقول:
دعانا علي إلى خطة * فكنا له خير أنصارها

(١) وقعة صفين ص ٤٨٧: يحدثها.
(٢) وقعة صفين: بما لم يقف فينا.
(٣) وقعة صفين: فلا يبعدنك.
(٤) وقعة صفين ص ٤٩٣: أبيض.
(٥) وقعة صفين: ذهاب للضغائن والفتن.
(6) بالأصل: يحكمون.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191