كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٩٢
وأراك قد دعوتني إلى حكم القرآن وقد علمت أنك لست من أهل القرآن ولا حكمه أردت، والله المستعان وقد أجبنا القرآن إلى حكمه ولسنا إياك أجبنا، فبيننا وبينك حكم القرآن، ومن لم يرض بالقرآن فقد ضل ضلالا مبينا (1) - والسلام على عباد الله الصالحين -.
قال: وكتب معاوية: أما بعد، فعافانا الله وإياك فإني إنما قاتلت على دم عثمان وكرهت التدهين في أمره وإسلام حقه، وقلت إن أدرك به نارا فبها ونعمة، و إن تكن الأخرى فإن الموت على الحق أجمل من الحياة على الضيم، وبعد فقد بان لك الذي فيه صلاحنا والألفة بيننا، وإنما استربت بالعفو بعد صلاح الأمة، وإنما أدخلني في هذا الأمر القيام بالحق فيما بين الباغي والمبغي عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فدعوت إلى كتاب الله بيني وبينك، وعلمت أنه لا يجمعنا وإياكم على الحق إلا القرآن، نحيي ما أحيا القرآن ونميت ما أمات القرآن - و السلام (2) -.
قال: ثم كتب علي رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص (3): أما بعد، فإن الدنيا شاغلة (4) عن غيرها، ولم يصب أحد (5) منها شيئا إلا فتحت له حرصا يزيده رغبة فيها، ولن يستغني صاحبها بما نال منها، ومن وراء ذلك فراق ما جمع، والسعيد من وعظ بغيره، وإن الذي تنازعت فيه من الدنيا فإنها غرارة، فلا تحبط أجرك ولا تحام معاوية وباطله - والسلام -.
قال: فكتب إليه عمرو (6): أما بعد، فإن الذي فيه صلاحنا وألفتنا الإنابة إلى الحق، وقد أنصف من جعل القرآن إماما ودعا الناس إلى أحكامه، وقد جعلنا القرآن حكما وأجبنا إليه، وصبر الرجل منا نفسه على ما حكم به عليه القرآن، واصبر أبا حسن فإننا غير منيليك إلا ما أنالك القرآن - والسلام -.

(١) الأخبار الطوال: بعيدا.
(٢) وقعة صفين ص ٤٩٧ - ٤٩٨ باختلاف بعض الألفاظ.
(٣) الأخبار الطوال ص ١٩١ وفي نهج البلاغة كتاب رقم ٤٩ ونسب من علي (رض) إلى معاوية بن أبي سفيان وليس إلى عمرو بن العاص. (٤) في النهج والأخبار الطوال: مشغلة.
(٥) النهج والأخبار الطوال: صاحبها.
(٦) الأخبار الطوال ص ١٩١ ووقعة صفين ص ٤٩٨.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191