كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
قال: فقال رجل من أصحاب علي لله در هذا الرجل لو كانت له نية، ولكن أظن أنه إنما يقاتل هذا القتال رياء وسمعة، ولا أظنه يريد بفعاله هذا ما عند الله.
قال: فبلغ كلامه الأشتر، فغضب من ذلك ثم أنشأ يقول:
أيها الجاهل المسئ بي الظن * ليس مثلي يجوز فيه الظنون لست ممن باع الهدى بهواه * إن من باع دينه مغبون إنما يطلب المتاع من الناس * سفيه في رأيه مفتون حسبي الله في الحوادث والرمح * وسيف مهند مسنون و دلاص مثل الإضاء وطرف * أعوجي كأنه مجنون وهواي الذي يقربه العين * وبالحق قد تقر العيون إن مثلي من الرجال قليل * حين يبدو من النساء البرين هكذا كنت يا فوارس لخم * وكذا في الذي يكون أكون قال: فندم اللخمي على ما قال في الأشتر، ثم أنشأ يقول:
أصابت ظنوني في رجال كثيرة * وأخطأت في ظني بأشتر مالك و ما كان فيما قلت إثم وإنما * ترضيته أن لا أعود لذلك ظننت به ظني بعمرو فإنه * وصاحبه راما عظيم المهالك قال: وزالت الشمس وذهب وقت الصلاة والحرب قائمة على ساق، قال:
و صاح علي رضي الله عنه بالمهاجرين والأنصار فقال: إن الفرار عن الحرب في مثل هذا اليوم إرداد عن الحق ورغبة عن دين الإسلام، أما سمعتم الله تبارك وتعالى يقول: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم) (1) فما انتظاركم إن كنتم تريدون الجنة؟
قال: فكان أول من تقدم أبو الهيثم بن التيهان (2) وجعل يرتجز ويقول:
أجمد ربي وهو الحميد * ذاك الذي يفعل ما يريد ذاك الذي عذابه شديد * من ينج منه فهو السعيد هذا علي ما له نديد * دين قويم وهو الرشيد

(2) سورة محمد الآية 31.
(2) عن الطبري والإصابة، وفي الأصل: " النبهان " تحريف. واسمه مالك بن التيهان.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191